الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010

قانون أميرة للحب والكُره <<< بقلم أميرة وصاب

قانوني للحب والكُره : اكره حبك الذي يدمرك ...



"عادل طاقة الحب السلبية بالكره الإيجابي "

جميعنا نتحدث عن الحب بكل صراعاته ، فليس منا من ينكره ،

قال تعالى :"الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ"

ولكن هناك حالات يجب علينا تعلم الكره، بل يصبح الكره هنا ضرورة ..

مثل الحاجة للخدعة في الحرب.


كلنا يتغنى بالحب فهو طاقة ايجابية لا ينكرها أحد ، ولكن لماذا يهرب الجميع من الحديث عن علاج الحب الذي يدمرنا كالحب من طرف واحد أو حب شخص يجعلنا ندمر كل جميل داخلنا؟


رغم سلبيات الكُره -الذي هو أول درجات البغض- أكتشفت أنه دواء للحب السلبي ،

نعم الحب السلبي الذي يدمرنا ،
ومن هنا ....أصبح لي قانوني في الحب وهو :
"عادل طاقة الحب السلبية بالكره الإيجابي "

أو

" أكره حبك الذي يدمرك "

 
قد تجدوا حديثي غريبا للوهلة الأولى لكنه أصبح حقيقة بل وقانوني الخاص للحب ،

عندما يصبح حبك سلبي بمعنى أنه يدمرك ويمتص طاقتك الإيجابية ، عندما يدفعك للتصرف بطريقة يرفضها عقلك وتعلم يقينا أن مايجعلك حبك تفعله يضر بك وأنت تفعله وحبك يكرهك على فعله فقط لإرضاء حبك ، عندما يسبب لك الهذيان أو ينسيك طعم السعاده ، أيا كان ذاك الحب ،عندها يصبح حبك سلبي ولا يفعل سوى تدميرك، من الحكمة التخلص منه ،

سواء كان هذا الحب هو حب إنسان أو عادة أو سلوك ....الخ

والكُره الذي أعنيه بحديثي هنا هو الذي بمعنى مقت الشئ القبيح والنفور منه ،

ولا أقصد البغض الذي هو أعلى درجة من الكُره ، بمعنى ليس الكُره الذي يوصلك لحد الحقد والرغبة في الإنتقام ، وليس كره الشخص بذاته ،بل كُره التصرفات السلبية منه ورؤية عيوبه وأخطائه بحقك والتي تؤذيك ،و رؤية النقاط السلبية التي هي سبب في كون هذا الحب سلبي ويجلب لك الألم والحزن،  مثل كره الخطأ الذي يجرنا له ذاك الحب ، أو كره مايسببه لنا حب شئ أو عادة معينة من ضرر مادي أو نفسي أو جسماني أو صحي ... الخ

مثال :حب المدخن للسيجارة ..
فمعرفة المدخن للضرر ومقته لما تسببه له طريقة لتركه لتلك العادة .


أي:" معادلة الحب الجارف الأعمى ببعض الكره اليقظ المتعقل"
 الذي يوصلك لدرجة اللاحب واللابغض ، حالة من اللاهذيان بحبك .

 
قد يشعر البعض عند وقوعه في الحب أنه مقيد ولا يستطيع الخروج من ذاك الفخ ، وكل مايفعله هو الوقوع أكثر وأكثر في ذاك الوهم والاستمرار في البكاء والمضي في طريق الهلاك والإنهيار والإحباط ، حتى أنه قد يصل بالبعض للإنتحار بسبب حب فاشل كان يستطيع بحكمة أن يتعداه ويجد الحب الصادق في حياته ،بدل أن يخسر دنياه وآخرته بسبب الإحباط واليأس ، وربما كان هذا أحد الأسباب التي دفعت بكثير من العلماء لدراسة الحب والكره في حياة الإنسان .

ولكن يستطيع من وقع في مصيدة حب سلبي النجاة من ذاك الشرك اذا علم يقينا التالي :


-الحب والكره حقيقتان علمية وليس خيال ،

ويؤكد العلماء بأن الحب عبارة عن ظاهرة كيميائية تنشأ في داخلنا، فنحن نحب لأن أجسامنا تفرز موادا كيميائية تدفعنا تجاه شخص معين دون سواه.

وهكذا فإن الحب ليس خيالا بقدر ما هو غريزة أساسية هامة لدينا، وحقيقة بيولوجية يمكن دراستها بصورة علمية.

وهنا يؤكد العلماء بأن لكل منا خريطة حب في اللاشعور لدينا تجعلنا نحب هذا أو نكره ذاك.

وعندما يقول لك المحبون أنهم يشعرون وهم في حالات الحب بأنهم تائهون تدور بهم الأرض ، فلا تسخر منهم ، لأنهم يكونون كذلك بالفعل.

يكونون حينئذ مغمورين بفيض من الإفرازات الكيميائية التي ينتجها الدماغ والتي تسري عبر الأعصاب وتجري في الدم .

وعندما يهجرنا الحبيب نشعر بالخوف والاضطراب والضياع، وذلك ببساطة لأن دماغنا يتوقف عن إنتاج هذه المواد التي اعتدنا عليها. وهكذا يتحول الحب إلي ما يشبه الإدمان .



- الأنسان متقلب في مشاعره ، تستطيع أن تحب في لحظة وتكره نفس الشئ في لحظة أخرى ،



فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعوا بأن يثبت الله قلبه على دينه فكيف لنا أن نقول بثبات قلوبنا على حب أحد من البشر ونجزم باستحالة تحول ذالك الحب ؟


فكان النبي اذا نظر الى السماء قال :

ربنا ماخلقت هذا باطلا يامصرف القلوب ثبت قلبي على دينك

وقد كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))


فرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الذي غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، والمؤيد بوحي من الله، والذي لا ينطق عن الهوى، كان يدعوا الله بأن يثبت قلبه على دينه، وعلى طاعته


إذاً كن على ثقة بأنك تستطيع التخلص من ذالك الحب ...

- الاعتدال في الحب والكره ،
فالإعتدال والوسطية هو الأساس والمنهاج في كل موازين المسلم وتعاملاته ، فإذا كان ديننا الحنيف ينهانا عن الغلو في الدين فكيف بباقي تعالاتنا والتي منها الحب والكره؟
قال صلى الله عليه وسلم "أحبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما , وأبغض بغيضك يوما ما عسى ان يكون حبيبك هونا ما "-اجعل حبك في الله وبعضك في الله ،
 فذاك هو الأصل في المحبة ، فمتى وجدت أن حبك يضر بك ، او أنه يقودك إلى فعل ماينهاك الله عنه فابغضه في الله ولله
   فقال سبحانه وتعالى "الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ"
   قال تعالى"  يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا"
  وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )

   قال القاضي : المحبة ميل النفس إلى شئ لكمال فيه ،والعبد إذا علم أن الكمال الحقيقي ليس إلا لله وأن كل مايراه كمالا في نفسه أو غيره فهو من الله وإلى الله وبالله لم يكن حبه إلا لله وفي الله ، وذلك يقتضي إرادة طاعته ،فلذا فسرت المحبة بإرادة الطاعة واستلزمت إتباع رسوله صلى الله عليه وسلم


وهذه الأدلة تؤكد مشروعية الكره والبغض في الله ، فمتى اصبح الحب طريقا لهلاك المرء كان بغض ذاك الحب في الله .. والله أعلم

 
- استغن بالدعاء للتخلص من ذاك الحب ،

فقد كان رسول الله يدعوا الله أن يثبت قلبه على دينه ، فكيف بنا ؟؟


وهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: ((يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك))، قال: فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، هل تخاف علينا؟ قال: ((نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله، يقلّبها كيف يشاء)) أخرجه الترمذي في جامعه وابن ماجه في سننه بإسناد صحيح


وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ *** ولا القلب إلا أنه يتقلب

وأخيرا ادعوا الله بما دعاه به نبينا الحبيب : اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، وارزقني السعادة وحبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني اليك ....
اللهم آميـــــــــن