الأربعاء، 23 فبراير 2011

ذكر عربي :هل يحق لأختي أن ترث المال الذي ساهمت في تكوينه ؟....بقلم : أميرة وصاب

   غالبا مايشغل تفكيري  مشكلة استيلاء خالي على ميراث والدتي وخالاتي والكثير من القصص التي تطابق تلك القصة في الكثير من مجتمعاتنا اليمنية القبلية خصوصا والتي تتكرر يوميا في مجتماعتنا العربية عموما ؛ حتى أن تلك المشكلة تكاد تكون أزلية منذ العصور الجاهلية وحتى بعد أن جاء الأسلام ليمحي الظلم الذي ساد الكثير من المعاملات اليومية  ويضع القواعد والأحكام المبينة لها في كتاب الله الكريم وسنة نبيه علىه أفضل الصلاة والتسليم  مازلنا نشاهد نفس المشكلة في مجتمعاتنا بعد مرور 14 قرن ، ولم يستطع تفقهنا في الدين والحقوق والواجبات ولا تطور القوانين الدنيوية ولا الأحكام الملزمة قانونا أن تغير الحال كثيرا  ، مازالت نفس المشكلة تتكرر وهي :
               حرمان النساء من من حقهن في الميراث ...ًُُ!
تعددت الحجج والنتيجة واحدة وهي استيلاء الذكور على حق أخواتهن وأمهاتهن في الميراث بعد موت الوالد ، أو حرمان المرأة من حقها في الميراث بعد موت الموروث عموما..
يستولي الوارث الذكر على الميراث مانعا أخواته اليتامى وأمه واحيانا إخوانه الذكور الصغار على سبيل المثال من الميراث وفي أغلب الأوقات تجده لا يعطيهم أي مصروف لو جزء يسير مما تعود به تلك الأملاك التي هي في الأصل حق لهم ؛ وإن أعطاهم اعتبره مغرما وفي أحسن الأحوال صدقة يتمنن بها عليهم
على الرغم من عدم جهل أحد بحقهن - النساء - الذي أمر به الله سبحانه وتعالى ولكن كعادة الظالم يتبع آية ويترك أخرى ،ويلبس الباطل بالحق ، يتبع ماوافق هواه وينسي أنه شرع الله.
   من أشهر الحجج التي يوردها الذكور في ذلك هي حجة أنه ساعد والده منذ صغره في زيادة هذا المال ، لذلك هو حق له دون الفتاة،
ولكن أليست الفتاة أيضا عملت داخل البيت كخادمة دون تملل أو شكوى ..؟ ألم تغسل وتنظف وتطبخ وتعجن وتخبز وفي أحوال كثيرة خرجت للحقل أيضا للمساعدة في العمل وجلبت المياه ومسحت حتى حذاء أخيها  ...؟
ألم يزوج الوالد الذكور ويدفع لهم المهور ويساعدهم في بناء حياتهم الجديدة دون الفتيات التي في أحوال كثيرة أخذ مهورهن ولم يعطيهن إلا القليل إن فعل ؟
ألم يكتب الله سبحانه وتعالى للذكور ضعف ما للنساء نظير عملهم وحتى يسكت صوت طمعهم وجشعهم ، أم أن ذلك لايشبع جوع المال لدى الذكور..؟
ومع ذلك كان أولى بالذكر أن يطلب نظير عمله من والده أول بأول وليس أن يأكل مال اليتامى بالباطل ويحرمهن أن يتمتعن بما كتب الله لهن ، ويخالف شريعة الله وحكمه وينسى أنه معاقب على أفعاله عاجلا أم آجلا .
 والمصيبة الكبرى أن الفتاة التي قد تحرم من ميراثها قد تجبرعلى تعيش معيشة ضنكة بسبب أن وليها السمتلولي على الميراث لن يعطيها مردود يساعدها على العيش معيشة كريمة.. في أغلب الأحوال خوفا منه أن يثير ذلك طمعها حسب اعتقاده ويتحجج دوما بأن مالها لايساوي شئ مستبقا بذلك مطالبتها بحقها ، وتجبر هي العيش بذل وحاجة ومسألة للناس بـ جانب مالها للأسف ،  وفي أحوال قد يقف في وجه زواج أخواته خوفا من مطالبة الزوج بحقها من الميراث،
إضافة لكل ذلك ما قد يولده هذا من الحقد والبغضاء وقطع الرحم والغل لما تراه الفتاة من البذخ والراحة الذي يعيشه من استولى على مالها هو وأهله مقارنة بسوء حالها مما يعود علي الموروث والوارث السمتولي على الورث في أحوال كثيرة باللعن والدعاء والسخط .
     وتزيد المشكلة عندما يبدأ الزوج بالضغط على زوجته كي تطالب بحقها في الميراث رغم علمه بصعوبة الوضع والمشاكل التي قد نواجهها من صراعات وشتم وفي احيان كثيرة ضرب وتهديد بقطع صلة الرحم .. طمعا منه بمالها ويبدأ بابتزازها واستغلال الوضع بشتى الطرق التي إحداها أن يخيرها بين أن تعطيه مالها أو يطلقها ، أو بين أن تطالب بحقها من أخيها أويطلقها ...
لتجد نفسها بين مطرقة طمع الأخ وظلمه وبين ظلم زوجها وتهديده لها بالطلاق وتسلطه
لتجد نفسها في صراعات لا حول لها ولا قوة .
كل تلك المشاكل والعواقب بسبب مخالفة حكم شرعي واضح في الميراث في شريعتنا الأسلامية العادلة في كتاب الله الكريم لايجهله أحد ..
قال تعالى :  (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً{11} وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ{12} تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{13} وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ{14}

وفي هذه الأية وصايا وفوائد هامة منها  : 
1- للذكر مثل حظ الأنثيين .. هنا إثبات واضح لحق الفتاة 
2- لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً ... هنا يبين الله الحكمه للموروث بأن لايحرم أحد لأنه لا يعلم أيهم يكون أنفع له ، فقد تكون البنت أحن على إخوتها وأكثر حكمة من الولد الذي قد يبدد ماله ويعود فلا يجد سوى أخته تسانده ، وقد  تداوم على فعل الخير والتصدق بالمال الذي ورثته ويعود الثواب على الوارث و الموروث  ، وغيرها من الأسباب التي تغيب عن المخلوق ولا تغيب عن الحكيم علام الغيوب .
3 -  تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{13} وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ{14} 
لا يخفى على أحد تأكيده سبحانه وتعالى على وجوب نفيذ هذا الحكم الشرعي والعقاب والوعيد المترتب على تاركه والثواب على من أتبع الهدى .


     في الأخير
   أقول لكل فتاة ...ذاك حقك الذي كتبه الله لك ، إياك والتفريط في حقوقك لأي سبب ولأيا كان خصوصا أن كنت أكثر حاجة إليه ، لاتذهبي بعيدا وحقك أمام ناظريك .
   وأقول للوالد ...قال تعالى :لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (7) وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)
    اتق الله فيما تترك من مال لمن خلفك من ذرية ضعفاء واحمي حقووقهم في حياتك قبل موتك ولا تظلم منهم أحدا ..سواء ذكور ام إناث ،
 اعطي من عمل من الذكور معك وكان له نصيب في تحقيق ذلك المال حقه وأجره في حياتك حتى لايشعر بالظلم ويظلم من بعدك ،ولاتحرم غيره من الميراث فيكون حكر لأحد دون سواه فأنت لاتدري أيهم  أقرب إليك نفعا .
وأقول للأخوة والورثة والأزواج .. تلك النساء هن أحق بذلك المال الموروث لأنهن أضعف منكم على تصريف أمورهن وأحوالهن وكسب المال لتسير أمور حياتهن ، فهل يرضيكم أن تفعل نسائكم حراما أو تتعرض للذل والمشقة وهي تملك مايكفيها ذلك ولكنكم تحرمونهن إياه مجبرينها على الخطأ أو الحرام أو المشقة بأكل مالها  ؟
 اتقوا الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان ويغريكم الطمع وتخالفوا حكم الله وتتبعوا حكم الجاهلية الأولى عندما كانوا يحرمون النساء والصغار من الميراث بحجة سوء تصرفهم به ، ولا تتبعوا تصرفات من أضاعوا السبيل مثل قول الشيعة : (  أن المرأة لا ترث مما ترك زوجها من القرى والدور والسلاح والدواب شيئا )
الحلال بين والحرام بين ، وتلك حدود الله مبينة في كتابه الكريم فلا تغريكم الدنيا وتنسوا أنكم محاسبون معاقبون  وتنسوا قوله تعالى :
    (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً) [النساء : 2
(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً )[النساء :10

أسال الله عز وجل لي ولكم ولجميع عباده المسلمين الهداية والحكمة وتقوى الله في السر والعلن ومرضاة الله باتباع أحكامه واجتناب نواهيه،

  

هناك تعليق واحد:

  1. Vielen Dank .. Und ich hoffe, Sie Mved Entwicklung und Schreiben von verschiedenen Themen :)

    ردحذف