الثلاثاء، 22 مارس 2016

اتقوا الله يا أمهات و يا أباء في أبنائكم!!




منعت نفسي من طرح مقالي هذا في يوم الأم قصرا، وقد يستغرب البعض عنوانه! ولكن تعالوا معي خلال هذه الأسطر لأعرض لكم ما يجول بخاطري..
أوصانا ديننا الحنيف بالوالدين كثيرا، ولكن من هم الوالدين؟؟
هل يكفي الأم أن تحمل وتلد لستحق التقدير؟؟ هل الأب الذي يجده الأبناء أمامهم بلا اختيار هو حقا يستحق التقدير؟؟ هل يكفي الأبناء أن يولدوا ويأكلوا لينموا احترام وتقدير آبائهم لديهم؟ عذرا منكم فحتى الحيوانات تفعل ذلك!!. الوالدين هنا بشر لهم حقوق وعليهم واجبات عليهم معرفتها وأدائها..
هل يحق لوالد معقد أو مريض نفسي أو سكير أن يضرب ابنته حتى الموت ولا يعاقب لأنه والد؟؟ أو يحق لأم أن تضرب أبنائها وتدفعهم للعمل كعبيد في المنزل وخارجه لأنها حملت بهم تسعة أشهر وولدت بهم؟ هل نولد لنكون أبناء صالحين لنا حقوق وعلينا واجبات أم لنكن عبيدا لغير الله؟
طلب مني عمل دراسة عن أطفال الشوارع، وفجعت بما رأيت وقرأت، أباء يقتلون أبنائهم في غفلة منهم أو حتى يقظة، آخرون يعذبونهم بشكل يدفعهم للهرب للشارع، هل تتخيلون طفلا يهرب من بيتهم والذي من المفترض أن يكون ملاذه الآمن إلى الشارع بسبب والديه!! أمهات يسيئون لأبنائهم بالضرب والإهانة والإذلال وأحينا العقاب بالحرق والجلد والتعذيب؟ بحجة: "كذا تربينا"، آباء يفرقون في معاملة أبنائهم ويدفعونهم للعمل داخل وخارج المنزل لمساعدتهم في ما هو مسؤوليتهم؟؟ أمهات يسلكن الطريق الخاطئ ثم يقتلون ثمرة هذا الطريق بشكل وحشي؟؟
تسمع طفل أو حتى بالغ يصف لك علاقته مع والديه قائلا: أمي لا تحبني وأبي طردني من البيت!!، تجد الآباء يقصون ساعات من وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي في كلام لا طائل له، ولا يملك من وقته دقائق لسامع ابنه ومواساته وتشجيعه؟؟ وأخر يدفع أموالهم للقات؛ ثم يدفع أبنائهم للعمل أو التوسل قائلا لا أملك قوت يومي؟؟
في مقالي هذا أرجو أن يتم التركيز من قبل الشيوخ والمربيين والمرشدين ووسائل الإعلام على واجبات الآباء تجاه أبنائهم لتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة التي تؤدي إلى عقوق الوالدين في النهاية. فلم تعد الأساليب القديمة تجدي نفعا ولا قوانين حقوق الطفل سارية المفعول!! ولم يعد الطفل اليوم بمتطلباته المختلفة هو نفسه طفل الأمس لتطبق عليه نفس الأساليب البالية. ايها الأمهات والآباء اتقوا الله في أبنائكم

وأخيرا؛ صدق من قال: "لا تربوا أولادكم كما رباكم آباؤكم، فقد خلقوا لزمان غير زمانكم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق